اسم الكتاب : كتاب الحج
اسم الباب : باب حج المجاورين وقطان مكة
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
أبو علي الأشعري ، عن محمد بن عبد الجبار ، عن صفوان ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : إني أريد الجوار ، فكيف أصنع؟ قال : « إذا رأيت الهلال هلال ذي الحجة ، فاخرج إلى الجعرانة ، فأحرم منها بالحج ». فقلت له : كيف أصنع إذا دخلت مكة : أقيم إلى يوم التروية لا أطوف بالبيت؟ قال : « تقيم عشرا لاتأتي الكعبة ، إن عشرا لكثير ، إن البيت ليس بمهجور ، ولكن إذا دخلت فطف بالبيت ، واسع بين الصفا والمروة ». فقلت له : أليس كل من طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة ، فقد أحل؟ فقال : « إنك تعقد بالتلبية » ثم قال : « كلما طفت طوافا ، وصليت ركعتين ، فاعقد بالتلبية ». ثم قال : « إن سفيان فقيهكم أتاني ، فقال : ما يحملك على أن تأمر أصحابك يأتون الجعرانة فيحرمون منها؟ فقلت له : هو وقت من مواقيت رسول الله صلى الله عليه وآله. فقال : وأي وقت من مواقيت رسول الله صلى الله عليه وآله هو ؟ فقلت له : أحرم منها حين قسم غنائم حنين ومرجعه من الطائف. فقال : إنما هذا شيء أخذته عن عبد الله بن عمر ، كان إذا رأى الهلال صاح بالحج. فقلت : أليس قد كان عندكم مرضيا؟ قال : بلى ، ولكن أما علمت أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله إنما أحرموا من المسجد؟ فقلت : إن أولئك كانوا متمتعين في أعناقهم الدماء ، وإن هؤلاء قطنوا بمكة ، فصاروا كأنهم من أهل مكة ، وأهل مكة لامتعة لهم ، فأحببت أن يخرجوا من مكة إلى بعض المواقيت ، وأن يستغبوا به أياما. فقال لي - وأنا أخبره أنها وقت من مواقيت رسول الله صلى الله عليه وآله - : يا أبا عبد الله ، فإني أرى لك أن لاتفعل. فضحكت وقلت : ولكني أرى لهم أن يفعلوا ». فسأل عبد الرحمن عمن معنا من النساء : كيف يصنعن؟ فقال : « لو لا أن خروج النساء شهرة ، لأمرت الصرورة منهن أن تخرج ، ولكن مر من كان منهن صرورة أن تهل بالحج في هلال ذي الحجة ؛ فأما اللواتي قد حججن ، فإن شئن ففي خمس من الشهر ، وإن شئن فيوم التروية. فخرج وأقمنا ، فاعتل بعض من كان معنا من النساء الصرورة منهن ، فقدم في خمس من ذي الحجة ، فأرسلت إليه أن بعض من معنا من صرورة النساء قد اعتللن ، فكيف تصنع ؟ فقال : « فلتنظر ما بينها وبين التروية ، فإن طهرت فلتهل بالحج ، و إلا فلا يدخل عليها يوم التروية إلا وهي محرمة. وأما الأواخر فيوم التروية ». فقلت : إن معنا صبيا مولودا ، فكيف نصنع به؟ فقال : « مر أمه تلقى حميدة ، فتسألها : كيف تصنع بصبيانها؟ ». فأتتها فسألتها : كيف تصنع؟ فقالت : إذا كان يوم التروية فأحرموا عنه ، وجردوه وغسلوه كما يجرد المحرم ، وقفوا به المواقف ، فإذا كان يوم النحر فارموا عنه ، واحلقوا عنه رأسه ، ومري الجارية أن تطوف به بين الصفا والمروة. قال : وسألته عن رجل من أهل مكة يخرج إلى بعض الأمصار ، ثم يرجع إلى مكة ، فيمر ببعض المواقيت : أله أن يتمتع؟ قال : « ما أزعم أن ذلك ليس له لو فعل ، وكان الإهلال أحب إلي ».