Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحج

اسم الباب : باب ورود تبع وأصحاب الفيل البيت ، وحفر عبد المطلب زمزم ، وهدم قريش الكعبة وبنائهم إياها وهدم الحجاج لها وبنائه إياها‌

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن القاسم بن يحيى ، عن جده الحسن بن راشد ، قال : سمعت أبا إبراهيم عليه‌ السلام يقول : « لما احتفر عبد المطلب زمزم ، وانتهى إلى قعرها ، خرجت عليه من إحدى جوانب البئر رائحة منتنة أفظعته ، فأبى أن ينثني ، وخرج ابنه الحارث عنه ، ثم حفر حتى أمعن ، فوجد في قعرها عينا تخرج عليه برائحة المسك ، ثم احتفر ، فلم يحفر إلا ذراعا حتى تجلاه النوم ، فرأى رجلا طويل الباع ، حسن الشعر ، جميل الوجه ، جيد الثوب ، طيب الرائحة وهو يقول : احفر تغنم ، وجد تسلم ، ولاتدخرها للمقسم ، الأسياف لغيرك ، والبئر لك ، أنت أعظم العرب قدرا ، ومنك يخرج نبيها ووليها والأسباط النجباء الحكماء العلماء البصراء ، والسيوف لهم ، وليسوا اليوم منك ، ولالك ، ولكن في القرن الثاني منك ، بهم ينير الله الأرض ، ويخرج الشياطين من أقطارها ، ويذلها في عزها ، ويهلكها بعد قوتها ، ويذل الأوثان ، ويقتل عبادها حيث كانوا ، ثم يبقى بعده نسل من نسلك هو أخوه و وزيره ، ودونه في السن ، وقد كان القادر على الأوثان لايعصيه حرفا ، ولايكتمه شيئا ، ويشاوره في كل أمر هجم عليه. واستعيا عنها عبد المطلب ، فوجد ثلاثة عشر سيفا مسندة إلى جنبه ، فأخذها ، وأراد أن يبث ، فقال : وكيف ولم أبلغ الماء ، ثم حفر ، فلم يحفر شبرا حتى بدا له قرن الغزال ورأسه ، فاستخرجه وفيه طبع : لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، علي ولي الله ، فلان خليفة الله ، فسألته ، فقلت : فلان متى كان؟ قبله أو بعده؟ قال : لم يجئ بعد ، ولاجاء شيء من أشراطه . فخرج عبد المطلب ، وقد استخرج الماء ، وأدرك وهو يصعد ، فإذا أسود له ذنب طويل يسبقه بدارا إلى فوق ، فضربه ، فقطع أكثر ذنبه ، ثم طلبه ففاته ، وفلان قاتله إن شاء الله. ومن رأي عبد المطلب أن يبطل الرؤيا التي رآها في البئر ، ويضرب السيوف صفائح البيت ، فأتاه الله بالنوم ، فغشيه وهو في حجر الكعبة ، فرأى ذلك الرجل بعينه وهو يقول : يا شيبة الحمد ، احمد ربك ؛ فإنه سيجعلك لسان الأرض ، ويتبعك قريش خوفا ورهبة وطمعا ، ضع السيوف في مواضعها ؛ واستيقظ عبد المطلب ، فأجابه أنه يأتيني في النوم ، فإن يكن من ربي ، فهو أحب إلي ، وإن يكن من شيطان ، فأظنه مقطوع الذنب ، فلم ير شيئا ، ولم يسمع كلاما. فلما أن كان الليل ، أتاه في منامه بعدة من رجال وصبيان ، فقالوا له : نحن أتباع ولدك ، ونحن من سكان السماء السادسة ، السيوف ليست لك ، تزوج في مخزوم تقو ، واضرب بعد في بطون العرب ، فإن لم يكن معك مال ، فلك حسب ، فادفع هذه الثلاثة عشر سيفا إلى ولد المخزومية ، ولايبان لك أكثر من هذا ، وسيف لك منها ، واحد سيقع من يدك ، فلا تجد له أثرا إلا أن يستجنه جبل كذا وكذا ، فيكون من أشراط قائم آل محمد صلى الله عليه وعليهم. فانتبه عبد المطلب ، وانطلق والسيوف على رقبته ، فأتى ناحية من نواحي مكة ، ففقد منها سيفا كان أرقها عنده ، فيظهر من ثم . ثم دخل معتمرا وطاف بها - على رقبته والغزالين - أحدا وعشرين طوافا ، وقريش تنظر إليه وهو يقول : اللهم صدق وعدك ، فأثبت لي قولي ، وانشر ذكري ، وشد عضدي ، وكان هذا ترداد كلامه ، وما طاف حول البيت بعد رؤياه في البئر ببيت شعر حتى مات ، ولكن قد ارتجز على بنيه يوم أراد نحر عبد الله ، فدفع الأسياف جميعها إلى بني المخزومية : إلى الزبير ، وإلى أبي طالب ، وإلى عبد الله ، فصار لأبي طالب من ذلك أربعة أسياف : سيف لأبي طالب ، وسيف لعلي ، وسيف لجعفر ، وسيف لطالب ، وكان للزبير سيفان ، وكان لعبد الله سيفان ، ثم عادت فصارت لعلي الأربعة الباقية اثنين من فاطمة ، واثنين من أولادها ، فطاح سيف جعفر يوم أصيب ، فلم يدر في يد من وقع حتى الساعة ، ونحن نقول : لايقع سيف من أسيافنا في يد غيرنا إلا رجل يعين به معنا إلا صار فحما» . قال : « وإن منها لواحدا في ناحية يخرج كما تخرج الحية ، فيبين منه ذراع وما يشبهه ، فتبرق له الأرض مرارا ، ثم يغيب ، فإذا كان الليل فعل مثل ذلك ، فهذا دأبه حتى يجي‌ء صاحبه ، ولو شئت أن أسمي مكانه لسميته ، ولكن أخاف عليكم من أن أسميه فتسموه ، فينسب إلى غير ما هو عليه ».


   Back to List