اسم الكتاب : كتاب الحج
اسم الباب : باب علة الحرم وكيف صار هذا المقدار
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد وأحمد بن محمد جميعا ، عن ابن محبوب ، عن محمد بن إسحاق : عن أبي جعفر ، عن آبائه عليهمالسلام : « أن الله - تبارك وتعالى - أوحى إلى جبرئيل عليه السلام : أنا الله الرحمن الرحيم ، وأني قد رحمت آدم وحواء لما شكيا إلي ما شكيا ، فاهبط عليهما بخيمة من خيم الجنة ، وعزهما عني بفراق الجنة ، واجمع بينهما في الخيمة ؛ فإني قد رحمتهما ؛ لبكائهما و وحشتهما في وحدتهما ، وانصب الخيمة على الترعة التي بين جبال مكة ». قال : « والترعة مكان البيت وقواعده التي رفعتها الملائكة قبل آدم ، فهبط جبرئيل عليه السلام على آدم بالخيمة على مقدار أركان البيت وقواعده فنصبها ». قال : « وأنزل جبرئيل آدم من الصفا ، وأنزل حواء من المروة ، وجمع بينهما في الخيمة » قال : « وكان عمود الخيمة قضيب ياقوت أحمر ، فأضاء نوره وضوؤه جبال مكة وما حولها » قال : « وامتد ضوء العمود » قال : « فهو مواضع الحرم اليوم من كل ناحية من حيث بلغ ضوء العمود » قال : « فجعله الله حرما ؛ لحرمة الخيمة والعمود ؛ لأنهما من الجنة » قال : « ولذلك جعل الله - عز وجل - الحسنات في الحرم مضاعفة والسيئات مضاعفة». قال : « ومدت أطناب الخيمة حولها ، فمنتهى أوتادها ما حول المسجد الحرام » قال : « وكانت أوتادها من عقيان الجنة ، وأطنابها من ضفائر الأرجوان ». قال : « و أوحى الله - عز وجل - إلى جبرئيل عليه السلام : اهبط على الخيمة بسبعين ألف ملك يحرسونها من مردة الشياطين ، ويؤنسون آدم ، ويطوفون حول الخيمة تعظيما للبيت والخيمة ». قال : « فهبط بالملائكة ، فكانوا بحضرة الخيمة يحرسونها من مردة الشياطين العتاة ، ويطوفون حول أركان البيت والخيمة كل يوم وليلة ، كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور » قال : « وأركان البيت الحرام في الأرض حيال البيت المعمور الذي في السماء ». ثم قال : « إن الله - عز وجل - أوحى إلى جبرئيل بعد ذلك أن اهبط إلى آدم وحواء ، فنحهما عن مواضع قواعد بيتي ، وارفع قواعد بيتي لملائكتي ، ثم ولد آدم ، فهبط جبرئيل على آدم وحواء فأخرجهما من الخيمة ، ونحاهما عن ترعة البيت ، ونحى الخيمة عن موضع الترعة ». قال : « و وضع آدم على الصفا ، وحواء على المروة ، فقال آدم : يا جبرئيل ، أبسخط من الله - عز وجل - حولتنا وفرقت بيننا ، أم برضى وتقدير علينا؟ فقال لهما : لم يكن ذلك بسخط من الله عليكما ، ولكن الله لايسأل عما يفعل ، يا آدم إن السبعين ألف ملك - الذين أنزلهم الله إلى الأرض ليؤنسوك ويطوفوا حول أركان البيت والخيمة - سألوا الله أن يبني لهم مكان الخيمة بيتا على موضع الترعة المباركة حيال البيت المعمور ، فيطوفون حوله كما كانوا يطوفون في السماء حول البيت المعمور ، فأوحى الله - عز وجل - إلي أن أنحيك وأرفع الخيمة ، فقال آدم : قد رضينا بتقدير الله ونافذ أمره فينا ، فرفع قواعد البيت الحرام بحجر من الصفا ، وحجر من المروة ، وحجر من طور سيناء ، وحجر من جبل السلام وهو ظهر الكوفة . وأوحى الله - عز وجل - إلى جبرئيل أن ابنه ، وأتمه ، فاقتلع جبرئيل الأحجار الأربعة بأمر الله - عز وجل - من مواضعهن بجناحه ، فوضعها حيث أمر الله - عز وجل - في أركان البيت على قواعده التي قدرها الجبار ، ونصب أعلامها ، ثم أوحى الله - عز وجل - إلى جبرئيل عليه السلام أن ابنه وأتمه بحجارة من أبي قبيس ، واجعل له بابين : بابا شرقيا ، وبابا غربيا ». قال : « فأتمه جبرئيل عليه السلام ، فلما أن فرغ طافت حوله الملائكة ، فلما نظر آدم وحواء إلى الملائكة يطوفون حول البيت ، انطلقا ، فطافا سبعة أشواط ، ثم خرجا يطلبان ما يأكلان ».