Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الحج

اسم الباب : باب في حج آدم عليه‌ السلام

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمد القلانسي ، عن علي بن حسان ، عن عمه عبد الرحمن بن كثير : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : « إن آدم عليه‌ السلام لما أهبط إلى الأرض ، هبط على الصفا ، ولذلك سمي الصفا ؛ لأن المصطفى هبط عليه ، فقطع للجبل اسم من اسم آدم ، يقول الله عز وجل : ( إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين ) وهبطت حواء على المروة ، وإنما سميت المروة مروة لأن المرأة هبطت عليها ، فقطع للجبل اسم من اسم المرأة ، وهما جبلان عن يمين الكعبة وشمالها ، فقال آدم حين فرق بينه وبين حواء : ما فرق بيني وبين زوجتي إلا وقد حرمت علي ، فاعتزلها ، وكان يأتيها بالنهار ، فيتحدث إليها ، فإذا كان الليل ، خشي أن تغلبه نفسه عليها ، رجع ، فبات على الصفا ، ولذلك سميت النساء ؛ لأنه لم يكن لآدم أنس غيرها ، فمكث آدم بذلك ما شاء الله أن يمكث لايكلمه الله ، ولايرسل إليه رسولا ، والرب سبحانه يباهي بصبره الملائكة ، فلما بلغ الوقت الذي يريد الله - عز وجل - أن يتوب على آدم فيه ، أرسل إليه جبرئيل عليه‌ السلام ، فقال : السلام عليك يا آدم الصابر لبليته ، التائب عن خطيئته ، إن الله - عز وجل - بعثني إليك لأعلمك المناسك التي يريد الله أن يتوب عليك بها ، فأخذ جبرئيل عليه‌ السلام بيد آدم عليه‌ السلام حتى أتى به مكان البيت ، فنزل غمام من السماء ، فأظل مكان البيت ، فقال جبرئيل عليه‌ السلام : يا آدم ، خط برجلك حيث أظل الغمام ؛ فإنه قبلة لك ولآخر عقبك من ولدك ، فخط آدم برجله حيث أظل الغمام ، ثم انطلق به إلى منى ، فأراه مسجد منى ، فخط برجله ، ومد خطة المسجد الحرام بعد ما خط مكان البيت ثم انطلق به من منى إلى عرفات ، فأقامه على المعرف ، فقال : إذا غربت الشمس ، فاعترف بذنبك سبع مرات ، وسل الله المغفرة والتوبة سبع مرات ، ففعل ذلك آدم عليه‌ السلام ، ولذلك سمي المعرف ؛ لأن آدم اعترف فيه بذنبه ، وجعل سنة لولده يعترفون بذنوبهم ، كما اعترف آدم ، ويسألون التوبة كما سألها آدم. ثم أمره جبرئيل ، فأفاض من عرفات ، فمر على الجبال السبعة ، فأمره أن يكبر عند كل جبل أربع تكبيرات ، ففعل ذلك آدم حتى انتهى إلى جمع ، فلما انتهى إلى جمع ثلث الليل ، فجمع فيها المغرب والعشاء الآخرة تلك الليلة ثلث الليل في ذلك الموضع. ثم أمره أن ينبطح في بطحاء جمع ، فانبطح في بطحاء جمع حتى انفجر الصبح ، فأمره أن يصعد على الجبل جبل جمع ، وأمره إذا طلعت الشمس أن يعترف بذنبه سبع مرات ، ويسأل الله التوبة والمغفرة سبع مرات ، ففعل ذلك آدم كما أمره جبرئيل عليه‌ السلام ، وإنما جعله اعترافين ليكون سنة في ولده ، فمن لم يدرك منهم عرفات وأدرك جمعا ، فقد وافى حجه إلى منى . ثم أفاض من جمع إلى منى ، فبلغ منى ضحى ، فأمره ، فصلى ركعتين في مسجد منى ، ثم أمره أن يقرب لله قربانا ليقبل منه ، ويعرف أن الله - عز وجل - قد تاب عليه ، ويكون سنة في ولده القربان ، فقرب آدم قربانا ، فقبل الله منه ، فأرسل نارا من السماء ، فقبلت قربان آدم. فقال له جبرئيل : يا آدم ، إن الله قد أحسن إليك ؛ إذ علمك المناسك التي يتوب بها عليك ، وقبل قربانك ، فاحلق رأسك تواضعا لله عز وجل ، إذ قبل قربانك ؛ فحلق آدم رأسه تواضعا لله عز وجل. ثم أخذ جبرئيل بيد آدم عليه‌ السلام ، فانطلق به إلى البيت ، فعرض له إبليس عند الجمرة ، فقال له إبليس لعنه الله : يا آدم ، أين تريد؟ فقال له جبرئيل عليه‌ السلام : يا آدم ، ارمه بسبع حصيات ، وكبر مع كل حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم ، فذهب إبليس. ثم عرض له عند الجمرة الثانية ، فقال له : يا آدم ، أين تريد ؟ فقال له جبرئيل عليه‌ السلام : ارمه بسبع حصيات ، وكبر مع كل حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم ، فذهب إبليس. ثم عرض له عند الجمرة الثالثة ، فقال له : يا آدم ، أين تريد؟ فقال له جبرئيل عليه‌ السلام : ارمه بسبع حصيات ، وكبر مع كل حصاة تكبيرة ، ففعل ذلك آدم ، فذهب إبليس ، فقال له جبرئيل عليه‌ السلام : إنك لن تراه بعد مقامك هذا أبدا. ثم انطلق به إلى البيت ، فأمره أن يطوف بالبيت سبع مرات ، ففعل ذلك آدم ، فقال له جبرئيل عليه‌ السلام : إن الله قد غفر لك ذنبك ، وقبل توبتك ، وأحل لك زوجتك ». . محمد بن أبي عبد الله ، عن محمد بن الحسين ، عن محمد بن سنان ، عن عبد الكريم بن عمرو وإسماعيل بن جابر ، عن عبد الحميد بن أبي الديلم ، عن أبي عبد الله عليه‌ السلام مثله.


   Back to List