اسم الكتاب : كتاب الحج
اسم الباب : باب بدء البيت والطواف
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
عدة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمد ، عن محمد بن سنان ، عن أبي عباد عمران بن عطية : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « بينا أبي عليه السلام وأنا في الطواف إذ أقبل رجل شرجب من الرجال - فقلت : وما الشرجب أصلحك الله؟ قال : « الطويل » - فقال : السلام عليكم ، وأدخل رأسه بيني وبين أبي ». قال : « فالتفت إليه أبي وأنا ، فرددنا عليه السلام ، ثم قال : أسألك رحمك الله ، فقال له أبي : نقضي طوافنا ثم تسألني ، فلما قضى أبي الطواف ، دخلنا الحجر ، فصلينا الركعتين ، ثم التفت ، فقال : أين الرجل يا بني؟ فإذا هو وراءه قد صلى ، فقال : ممن الرجل ؟ قال : من أهل الشام ، فقال : ومن أي أهل الشام؟ فقال : ممن يسكن بيت المقدس ، فقال : قرأت الكتابين ؟ قال : نعم ، قال : سل عما بدا لك. فقال : أسألك عن بدء هذا البيت ، وعن قوله : ( ن والقلم وما يسطرون ) وعن قوله: ( والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم ) ؟ فقال : يا أخا أهل الشام ، اسمع حديثنا ، ولاتكذب علينا ؛ فإنه من كذب علينا في شيء ، فقد كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ، ومن كذب على رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقد كذب على الله ، ومن كذب على الله ، عذبه الله عز وجل. أما بدء هذا البيت : فإن الله - تبارك وتعالى - قال للملائكة : ( إني جاعل في الأرض خليفة ) فردت الملائكة على الله - عز وجل - فقالت : ( أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ) فأعرض عنها ، فرأت أن ذلك من سخطه ، فلاذت بعرشه ، فأمر الله ملكا من الملائكة أن يجعل له بيتا في السماء السادسة يسمى الضراح بإزاء عرشه ، فصيره لأهل السماء يطوف به سبعون ألف ملك في كل يوم لايعودون ويستغفرون ، فلما أن هبط آدم إلى السماء الدنيا ، أمره بمرمة هذا البيت ، وهو بإزاء ذلك ، فصيره لآدم وذريته ، كما صير ذلك لأهل السماء. قال : صدقت يا ابن رسول الله ».