Details

كتاب الكافي


اسم الكتاب : كتاب الصيام

اسم الباب : باب النوادر

عن المعصومين عليهم السلام :

من طريق الراوة :



الحديث الشريف :
علي بن محمد ، عن عبد الله بن إسحاق ، عن الحسن بن علي بن سليمان ، عن محمد بن عمران : عن أبي عبد الله عليه‌ السلام ، قال : « أتي أمير المؤمنين عليه‌ السلام وهو جالس في المسجد بالكوفة بقوم وجدوهم يأكلون بالنهار في شهر رمضان ، فقال لهم أمير المؤمنين عليه‌ السلام : أكلتم وأنتم مفطرون؟ قالوا : نعم ، قال : يهود أنتم؟ قالوا : لا ، قال : فنصارى؟ قالوا : لا ، قال : فعلى أي شيء من هذه الأديان مخالفين للإسلام؟ قالوا : بل مسلمون ، قال : فسفر أنتم؟ قالوا : لا ، قال : فيكم علة استوجبتم الإفطار لانشعر بها فإنكم أبصر بأنفسكم ؛ لأن الله - عز وجل - يقول : ( بل الإنسان على نفسه بصيرة) ؟ قالوا : بل أصبحنا ما بنا علة ». قال : « فضحك أمير المؤمنين - صلوات الله عليه - ثم قال : تشهدون أن لا إله إلا الله ، وأن محمدا رسول الله ، قالوا : نشهد أن لا إله إلا الله ، ولانعرف محمدا ، قال : فإنه رسول الله ، قالوا : لانعرفه بذلك ، إنما هو أعرابي دعا إلى نفسه ، فقال : إن أقررتم ، وإلا قتلتكم ، قالوا : وإن فعلت ، فوكل بهم شرطة الخميس ، وخرج بهم إلى الظهر ظهر الكوفة ، وأمر أن يحفر حفرتين ، وحفر إحداهما إلى جنب الأخرى ، ثم خرق فيما بينهما كوة ضخمة شبه الخوخة ، فقال لهم : إني واضعكم في إحدى هذين القليبين ، وأوقد في الأخرى النار ، فأقتلكم بالدخان ، قالوا : وإن فعلت ، فإنما تقضي هذه الحياة الدنيا ، فوضعهم في إحدى الجبين وضعا رفيقا ، ثم أمر بالنار فأوقدت في الجب الآخر ، ثم جعل يناديهم مرة بعد مرة : ما‌ تقولون؟ فيجيبونه : اقض ما أنت قاض حتى ماتوا ». قال : « ثم انصرف ، فسار بفعله الركبان ، وتحدث به الناس ، فبينما هو ذات يوم في المسجد إذ قدم عليه يهودي من أهل يثرب ، قد أقر له من في يثرب من اليهود أنه أعلمهم ، وكذلك كانت آباؤه من قبل ». قال : « وقدم على أمير المؤمنين عليه‌ السلام في عدة من أهل بيته ، فلما انتهوا إلى المسجد الأعظم بالكوفة ، أناخوا رواحلهم ، ثم وقفوا على باب المسجد ، وأرسلوا إلى أمير المؤمنين صلوات الله عليه : أنا قوم من اليهود قدمنا من الحجاز ، ولنا إليك حاجة ، فهل تخرج إلينا ، أم ندخل إليك؟ ». قال : « فخرج إليهم وهو يقول : سيدخلون ويستأنفون باليمين ، فما‌ حاجتكم؟ فقال له عظيمهم : يا ابن أبي طالب ، ما هذه البدعة التي أحدثت في دين محمد صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله؟ فقال له : وأية بدعة؟ فقال له اليهودي : زعم قوم من أهل الحجاز أنك عمدت إلى قوم شهدوا أن لا إله إلا الله ، ولم يقروا أن محمدا رسوله ، فقتلتهم بالدخان ، فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : فنشدتك بالتسع آيات التي أنزلت على موسى عليه‌ السلام بطور سيناء ، وبحق الكنائس الخمس القدس ، وبحق السمت الديان ، هل تعلم أن يوشع بن نون أتي بقوم بعد وفاة موسى شهدوا أن لا إله إلا الله ، ولم يقروا أن موسى رسول الله ، فقتلهم بمثل هذه القتلة؟ فقال له اليهودي : نعم ، أشهد أنك ناموس موسى ». قال : « ثم أخرج من قبائه كتابا ، فدفعه إلى أمير المؤمنين عليه‌ السلام ، ففضه ، ونظر فيه ، وبكى ، فقال له اليهودي : ما يبكيك يا ابن أبي طالب؟ إنما نظرت في هذا الكتاب وهو كتاب سرياني ، وأنت رجل عربي ، فهل تدري ما هو؟ فقال له أمير المؤمنين صلوات الله عليه : نعم ، هذا اسمي مثبت ، فقال له اليهودي : فأرني اسمك في هذا الكتاب ، وأخبرني : ما اسمك بالسريانية؟ ». قال : « فأراه أمير المؤمنين - سلام الله عليه - اسمه في الصحيفة ، فقال : اسمي : إليا ، فقال اليهودي : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهد أن محمدا رسول الله صلى‌ الله ‌عليه ‌وآله ، وأشهد أنك وصي محمد ، وأشهد أنك أولى الناس بالناس من بعد محمد ، وبايعوا أمير المؤمنين عليه‌ السلام ، ودخل المسجد ، فقال أمير المؤمنين عليه‌ السلام : الحمد لله الذي لم أكن عنده منسيا ، الحمد لله الذي أثبتني عنده في صحيفة الأبرار ، والحمد لله ذي الجلال والإكرام ». ‌


   Back to List