اسم الكتاب : كتاب الإيمان والكفر
اسم الباب : باب المؤمن وعلاماته وصفاته 
            عن المعصومين عليهم السلام :
            
        
من طريق الراوة :
            الحديث الشريف :
            
             محمد بن جعفر  ، عن محمد بن إسماعيل ، عن عبد الله بن داهر ، عن الحسن بن يحيى ، عن قثم بن أبي قتادة الحراني  ، عن عبد الله بن يونس : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « قام رجل - يقال له : همام ، وكان عابدا ناسكا مجتهدا - إلى أمير المؤمنين عليه السلام وهو يخطب ، فقال : يا أمير المؤمنين  ، صف لنا  صفة المؤمن كأننا ننظر إليه. فقال : يا همام ، المؤمن هو الكيس  الفطن  ، بشره في وجهه ، وحزنه في قلبه ،  أوسع شيء صدرا ، وأذل شيء نفسا ، زاجر عن كل فان ، حاض  على كل حسن ، لاحقود ولا حسود ، ولا وثاب  ولا سباب ، ولا عياب ولا مغتاب ، يكره الرفعة ، ويشنأ السمعة  ، طويل الغم  ، بعيد  الهم ، كثير الصمت ، وقور  ، ذكور ، صبور ، شكور ، مغموم بفكره ، مسرور  بفقره ، سهل الخليقة  ، لين العريكة  ، رصين  الوفاء ، قليل الأذى ، لامتأفك    .  ولا متهتك . إن ضحك لم يخرق  ، وإن غضب لم ينزق  ؛ ضحكه تبسم ، واستفهامه تعلم ، ومراجعته تفهم ، كثير علمه ، عظيم حلمه ، كثير الرحمة ، لايبخل  ، ولا يعجل ، ولا يضجر  ، ولا يبطر  ، ولا يحيف  في حكمه ، ولا يجور  في علمه ، نفسه أصلب من الصلد  ، ومكادحته  أحلى من الشهد ،  ...  لاجشع  ، ولا هلع  ، ولا عنف  ، ولا صلف  ، ولا متكلف ، ولا متعمق  ، جميل المنازعة  ، كريم المراجعة ، عدل إن غضب ، رفيق إن طلب  ، لايتهور  ، ولا يتهتك ، ولا يتجبر ، خالص الود ، وثيق العهد ، وفي العقد ، شفيق ، وصول ، حليم ، خمول  ، قليل الفضول  ، راض عن الله عز وجل ، مخالف لهواه ، ...  لا يغلظ  على من دونه  ، ولا يخوض فيما لايعنيه ، ناصر للدين ، محام عن  المؤمنين ، كهف للمسلمين ، لايخرق  الثناء سمعه ، ولا ينكي  الطمع قلبه ، ولا يصرف اللعب حكمه  ، ولا يطلع  الجاهل علمه ، قوال ، عمال ، عالم ، حازم  ، لا بفحاش ، ولا بطياش  ، وصول في غير عنف ، بذول في غير سرف ، لابختال  ، ولا بغدار ، ولا يقتفي أثرا  ،.. ولا يحيف  بشرا ، رفيق بالخلق ، ساع  في الأرض ، عون للضعيف ، غوث للملهوف  ، لا  يهتك سترا ، ولا يكشف سرا ، كثير البلوى ، قليل الشكوى. إن رأى خيرا ذكره ، وإن عاين  شرا ستره ، يستر العيب ، ويحفظ الغيب ، ويقيل  العثرة ، ويغفر الزلة ، لايطلع على نصح فيذره  ، ولا يدع جنح  حيف فيصلحه ، أمين ، رصين  ، تقي ، نقي ، زكي  ، رضي ، يقبل العذر ، ويجمل  الذكر ، ويحسن بالناس الظن ، ويتهم على العيب  نفسه ، يحب في الله بفقه وعلم ، ويقطع في الله بحزم  وعزم ، لايخرق به فرح  ، ولا يطيش  به  مرح  ، مذكر للعالم ، معلم للجاهل ، لايتوقع له بائقة  ، ولا يخاف له  غائلة  ، كل سعي أخلص عنده من سعيه ، وكل نفس أصلح عنده  من نفسه ، عالم بعيبه ، شاغل بغمه ، لا يثق بغير ربه ، غريب  ، وحيد ، جريد  ، حزين  ، يحب في الله ، ويجاهد في الله ليتبع  رضاه ، ولا ينتقم لنفسه بنفسه ، ولا يوالي في سخط ربه ، مجالس لأهل الفقر ، مصادق لأهل الصدق ، مؤازر  لأهل الحق ، عون للغريب  ، أب لليتيم ، بعل للأرملة  ، حفي  بأهل  المسكنة ، مرجو لكل كريهة  ، مأمول لكل   شدة  ، هشاش  ، بشاش  ، لابعباس ولا بجساس  ، صليب ، كظام ، بسام  ، دقيق النظر ، عظيم الحذر. لا يجهل ، وإن جهل عليه  يحلم  ، لايبخل  ، وإن بخل  عليه  صبر ، عقل فاستحيا ، وقنع فاستغنى ، حياؤه  يعلو شهوته ، ووده يعلو حسده  ، وعفوه يعلو حقده ، لاينطق بغير صواب ، ولا يلبس إلا الاقتصاد ، مشيه  التواضع ، خاضع  لربه بطاعته ، راض  عنه في كل حالاته ، نيته خالصة ، أعماله ليس فيها غش  ولا خديعة ، نظره عبرة ، وسكوته  فكرة ، وكلامه حكمة ، مناصحا متباذلا متواخيا ، ناصح  في السر والعلانية ، لايهجر أخاه ولا يغتابه ، ولا يمكر به ، ولا يأسف على ما فاته ، ولا يحزن على ما أصابه ، ولا يرجو ما لايجوز له الرجاء ، ولا يفشل في الشدة  ، ولا يبطر  في الرخاء  ، يمزج الحلم بالعلم  ، والعقل بالصبر. تراه بعيدا كسله ، دائما نشاطه ، قريبا أمله ، قليلا  زلله ، متوقعا لأجله ، خاشعا قلبه ، ذاكرا ربه ، قانعة  نفسه ، منفيا جهله ، سهلا أمره ، حزينا لذنبه ، ميتة شهوته ، كظوما غيظه ، صافيا  خلقه ، آمنا منه  جاره ، ضعيفا كبره ، قانعا بالذي قدر له ، متينا  صبره ، محكما أمره ، كثيرا ذكره ، يخالط الناس ليعلم ، ويصمت ليسلم ، ويسأل ليفهم ، ويتجر  ليغنم ، لاينصت  للخبر  ليفخر  به  ، ولا يتكلم ليتجبر به  على من سواه ، نفسه منه في عناء ، والناس منه في راحة ، أتعب نفسه لآخرته ، فأراح  الناس من نفسه ، إن بغي عليه صبر حتى يكون الله الذي ينتصر له ، بعده   ممن  تباعد منه بغض ونزاهة  ، ودنوه ممن دنا منه لين ورحمة ، ليس تباعده تكبرا ولا عظمة ، ولا دنوه  خديعة ولا خلابة  ، بل يقتدي بمن كان قبله من أهل الخير ، فهو إمام لمن بعده من أهل البر ». قال : « فصاح همام صيحة ، ثم وقع مغشيا عليه ، فقال أمير المؤمنين عليه السلام : أما والله ، لقد كنت أخافها عليه ، وقال : هكذا تصنع الموعظة  البالغة بأهلها ، فقال له قائل : فما بالك يا أمير المؤمنين؟ فقال : إن لكل أجلا لايعدوه  ، وسببا لايجاوزه ، فمهلا لاتعد  ، فإنما نفث  على لسانك شيطان  ».