اسم الكتاب : كتاب الحج
اسم الباب : باب حج النبي صلى الله عليه وآله
عن المعصومين عليهم السلام :
من طريق الراوة :
الحديث الشريف :
علي بن إبراهيم ، عن أبيه ؛ ومحمد بن يحيى ، عن أحمد بن محمد جميعا ، عن ابن أبي عمير ، عن حماد ، عن الحلبي : عن أبي عبد الله عليه السلام ، قال : « إن رسول الله صلى الله عليه وآله حين حج حجة الإسلام ، خرج في أربع بقين من ذي القعدة حتى أتى الشجرة ، فصلى بها ، ثم قاد راحلته حتى أتى البيداء ، فأحرم منها ، وأهل بالحج ، وساق مائة بدنة ، وأحرم الناس كلهم بالحج ، لاينوون عمرة ، ولايدرون ما المتعة ، حتى إذا قدم رسول الله صلى الله عليه وآله مكة ، طاف بالبيت وطاف الناس معه ، ثم صلى ركعتين عند المقام ، واستلم الحجر ، ثم قال : أبدأ بما بدأ الله - عز وجل - به ، فأتى الصفا ، فبدأ بها ، ثم طاف بين الصفا والمروة سبعا. فلما قضى طوافه عند المروة ، قام خطيبا ، فأمرهم أن يحلوا ويجعلوها عمرة ، وهو شيء أمر الله - عز وجل - به ، فأحل الناس ، وقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لو كنت استقبلت من أمري ما استدبرت ، لفعلت كما أمرتكم ، ولم يكن يستطيع أن يحل من أجل الهدي الذي كان معه ، إن الله - عز وجل - يقول : ( ولا تحلقوا رؤسكم حتى يبلغ الهدي محله ) . فقال سراقة بن مالك بن جعشم الكناني : يا رسول الله ، علمنا كأنا خلقنا اليوم : أ رأيت هذا الذي أمرتنا به لعامنا هذا ، أو لكل عام؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : لا ، بل للأبد الأبد . وإن رجلا قام ، فقال : يا رسول الله ، نخرج حجاجا ورؤوسنا تقطر ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : إنك لن تؤمن بهذا أبدا ». قال : « وأقبل علي عليه السلام من اليمن حتى وافى الحج ، فوجد فاطمة - سلام الله عليها - قد أحلت ، ووجد ريح الطيب ، فانطلق إلى رسول الله صلى الله عليه وآله مستفتيا ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله : يا علي ، بأي شيء أهللت؟ فقال : أهللت بما أهل به النبي صلى الله عليه وآله ، فقال : لا تحل أنت ، فأشركه في الهدي ، وجعل له سبعا وثلاثين ، ونحر رسول الله صلى الله عليه وآله ثلاثا وستين ، فنحرها بيده ، ثم أخذ من كل بدنة بضعة ، فجعلها في قدر واحدة ، ثم أمر به ، فطبخ ، فأكل منه ، وحسا من المرق ، وقال : قد أكلنا منها الآن جميعا ، والمتعة خير من القارن السائق ، وخير من الحاج المفرد ». قال : وسألته : أ ليلا أحرم رسول الله صلى الله عليه وآله أم نهارا؟ فقال : « نهارا ». قلت : أية ساعة؟ قال : « صلاة الظهر ».