اسم الكتاب : كتاب المواريث
اسم الباب : باب ميراث الولد مع الأبوين
            عن المعصومين عليهم السلام :
            
        
من طريق الراوة :
            الحديث الشريف :
            
             علي بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ؛ و  محمد بن عيسى بن عبيد  ، عن يونس جميعا ، عن عمر بن أذينة  ، عن زرارة ، قال  :سألت أبا جعفر عليه السلام عن الجد؟فقال : « ما أجد أحدا قال فيه إلا برأيه إلا أمير المؤمنين عليه السلام ».قلت : أصلحك الله ، فما قال فيه أمير المؤمنين عليه السلام؟فقال  : « إذا كان غدا فالقني حتى أقرئكه في كتاب  ».قلت : أصلحك الله ، حدثني ؛ فإن حديثك أحب إلي من أن تقرئنيه في كتاب.فقال لي الثانية  : « اسمع ما أقول لك ، إذا كان غدا فالقني حتى أقرئكه في كتاب ».فأتيته من الغد بعد الظهر ، وكانت ساعتي التي كنت أخلو به فيها بين الظهر والعصر ، وكنت أكره أن أسأله إلا خاليا ؛ خشية أن يفتيني من أجل من يحضره  بالتقية فلما دخلت عليه أقبل على ابنه جعفر عليه السلام ، فقال له : « أقرئ زرارة صحيفة الفرائض » ثم قام لينام  ، فبقيت أنا وجعفر عليه السلام في البيت ، فقام فأخرج إلي صحيفة مثل فخذ البعير ، فقال : « لست أقرئكها حتى تجعل لي عليك  الله  أن لاتحدث بما تقرأ فيها أحدا أبدا حتى آذن لك » ولم يقل : حتى يأذن لك أبي.فقلت : أصلحك الله ، ولم تضيق علي ، ولم يأمرك أبوك بذلك؟فقال لي  : « ما أنت بناظر فيها إلا على ما قلت لك ».فقلت  : فذاك لك ـ وكنت رجلا عالما بالفرائض والوصايا ، بصيرا بها ، حاسبا لها ، ألبث الزمان أطلب شيئا يلقى علي من الفرائض والوصايا لا أعلمه ، فلا أقدر عليه ـ فلما ألقى إلي طرف الصحيفة إذا كتاب غليظ يعرف أنه من كتب الأولين ، فنظرت فيها ، فإذا فيها خلاف ما بأيدي  الناس من الصلة  والأمر بالمعروف  الذي ليس فيه اختلاف ، وإذا عامته  كذلك ، فقرأته حتى أتيت على آخره بخبث نفس ، وقلة تحفظ ، وسقام  رأي ، وقلت ـ وأنا أقرؤه ـ : باطل ، حتى أتيت على آخره ، ثم أدرجتها ودفعتها إليه فلما أصبحت لقيت أبا جعفر عليه السلام ، فقال لي  : « أقرأت صحيفة الفرائض؟ ».فقلت : نعم.فقال : « كيف رأيت ما قرأت ؟ ».قال  : قلت : باطل ليس بشيء ، هو خلاف ما الناس عليه.قال : « فإن الذي رأيت والله يا زرارة هو  الحق الذي رأيت ، إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلموخط علي عليه السلام بيده ».فأتاني الشيطان ، فوسوس في صدري ، فقال : وما يدريه أنه إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده؟فقال لي قبل أن أنطق : « يا زرارة ، لاتشكن ، ود الشيطان ـ والله  ـ إنك شككت ، وكيف لا أدري أنه إملاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخط علي عليه السلام بيده وقد حدثني أبي عن جدي أن أمير المؤمنين عليه السلام حدثه ذلك ؟ ».قال : قلت : لا ، كيف جعلني الله فداك؟ وندمت  على ما فاتني من الكتاب ، ولو  كنت قرأته وأنا أعرفه لرجوت أن لايفوتني منه حرف.قال عمر بن أذينة : قلت لزرارة : فإن أناسا حدثوني عنه  وعن أبيه عليهماالسلام بأشياء في الفرائض ، فأعرضها عليك ، فما كان منها باطلا ، فقل : هذا باطل ، وما كان منها  حقا ، فقل : هذا حق ، ولا تروه  واسكت  فحدثته بما حدثني به محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام في الابنة والأب ، والابنة والأم ، والابنة  والأبوين ، فقال : « هو والله الحق ».   وقال الفضل بن شاذان في ابنة وأب : للابنة النصف ، وللأب السدس ، وما بقي  رد عليهما على قدر أنصبائهما. وكذلك إن ترك ابنة  وأما ، فللابنة النصف ، وللأم السدس ، وما بقي رد عليهما على قدر أنصبائهما ، وقد  قال بعض الناس : وما بقي فللابنة ؛ لأنها أقرب من الوالدين ، وغلط في ذلك  كله ؛ لأن الأبوين يتقربان بأنفسهما كما يتقرب الولد ، وليسوا  بأقرب من الأبوين  ، والصواب  أن يرد عليهم ما بقي على قدر أنصبائهم ؛ لأنهم استكملوا سهامهم ، فكانوا  أقرب الأرحام ، فكان ما بقي من المال لهم بقرابة  الأرحام ، فيقسم ذلك بينهم على قدر منازلهم ، فيكون حكم ما بقي من المال حكم ما قسمه  الله ـ عز وجل ـ بينهم ، لايخالف الله في حكمه ، ولا يتغير  قسمته  وإن ترك بنتا  وأبوين ، فللابنة النصف ، وللأبوين السدسان ، وما بقي رد  عليهم على قدر أنصبائهم ؛ لأن الله ـ جل وعز ـ لم يرد على أحد دون الآخر ، وجعل للنساء نصيبا كما جعل للرجال نصيبا  ، وسوى في هذه الفريضة بين الأب والأم .وإن  ترك ابنتين وأبوين ، فللابنتين الثلثان ، وللأبوين السدسان.وإن ترك ثلاث بنات أو أكثر ، فللأبوين السدسان ، وللبنات الثلثان. وإن  ترك أبوين وابنا وبنتا  ، فللأبوين السدسان ، وما بقي فبين  الابن والابنة : للذكر مثل حظ الأنثيين.